وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام: ٤٢]، والأدلة على هذا كثيرة، مع أنها مصائب لكن لها حكم، وكم من إنسان نشاهده في وقتنا الحاضر تحصل عليه مصيبة إما في نفسه وإما في أهله، ويكون فاسقًا ثم يعود، وأنا أعرف بعض من كان فاسقًا ثم حصل حادث مات فيه أخوه أو أبوه فاهتدى، وأمثال هذا كثير.
وكذلك في الأمور الشرعية لا ترى شيئًا شرعه الشرع إيجادًا أو إعدامًا إلا والحكمة في ذلك، يقول بعض أهل العلم: إن الله لم يأمر بشيء فيقول العقل: ليته لم يأمر به، ولم ينه عن شيء فيقول العقل: ليته لم ينه عنه.
وقد ألف شيخ الإسلام رحمه الله كتابًا في عدة مجلدات سماه:"موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول"، صريح المعقول يعني: العقل الصريح السالم من الشبهات والشهوات، للنقل الصحيح: الكتاب وما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أما الأحاديث الضعيفة فقد يأتي فيها ما يخالف العقل، فإذًا: الحكمة في حكم الله الشرعي وفي حكم الله الكوني.
وكل منهما إما أن تكون حكمة في الصورة التي هو عليها، أو في الغاية التي من أجلها حكم الله بها.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - تشجيع المسلمين على جهاد الكفار، لقوله:{إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}.
٢ - أنه ينبغي القوة والمتابعة في طلب الكفار، وألا يلحقنا الوهن، لقوله:{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ}؛ أي: لا يلحقكم الوهن في طلبهم.