٣ - أن بني آدم في الأمور البشرية على حد سواء، فإذا كان الكافر يتألم فالمؤمن يتألم، حتى الأنبياء في الأمور البشرية كغيرهم من الناس، لكنهم يختلفون عنهم في الصفات المعنوية؛ كالصبر، والتحمل، والإقدام، والعزيمة وغير ذلك.
٤ - أنه ينبغي للإنسان إذا عمل العمل الصالح أن يكون راجيًا، لقوله:{وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} ويكون هذا الرجاء عند ابتغاء القوم وطلبهم، وهكذا ينبغي للإنسان إذا وفقه الله للعبادة أن يكون راجيًا؛ أي: راجيًا ثوابها؛ لأن من بشرى الإنسان أن يوفق للعبادة، فمن وفق للعبادة على ما يرضي الله فهي بشرى بالقبول، كما أن من وفق للدعاء فهو بشرى بالإجابة، قال تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، ولهذا قال:{وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} وهذا ربما يكون الفيصل في مسألة تغليب الرجاء على الخوف، فإن السالكين اختلفوا هل الأفضل للسالك إلى الله عزّ وجل أن يقدم الرجاء أو أن يقدم الخوف أو أن يكونا سواءً؟
فمنهم من أطلق أن الأفضل أن يكونا سواءً كالإمام أحمد رحمه الله، كما جاء عنه أنه قال: الخوف والرجاء بمنزلة جناحي الطائر، إن انخفض أحدهما تعلَّى الآخر، فلا بد أن يكونا سواءً، وقال: ينبغي على العبد أن يكون خوفه ورجاؤه واحدًا فأيهما غلب هلك صاحبه.
ومن العلماء من قال: يقدم الرجاء، لقول الله تعالى في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرًا فله،