{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا} من النفاق؛ أي: رجعوا من النفاق إلى خالص وصريح الإيمان.
قوله:{وَأَصْلَحُوا} أي: أعمالهم، أصلحوها بدل ما كانوا مفسدين كانوا مصلحين؛ لأنه سبق في سورة البقرة قول الله تعالى:{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ}[البقرة: ١٢] فإذا أصلحوا بدل أن كانوا مفسدين فهذا الشرط الثاني.
قوله:{وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ} أي: توكلوا عليه ولم يلجئوا إلى غيره؛ لأن المنافقين من ديدنهم الرجوع إلى الكفار، وتعظيمهم الكفار، والإعتصام بهم، فهنا يعتصمون بالله بدلًا عن اعتصامهم بالكافرين.
قوله:{وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ}{دِينَهُمْ} أي: عبادتهم لله عزّ وجل، فلم يجعلوا مع الله شريكًا فيه، وقد سبق أن من صفات المنافقين أنهم يراءون الناس، فإذا أزالوا هذه الخصلة {وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ}.
قال:{فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} فلن يصلوا إلى درجة المؤمنين ومنزلة المؤمنين إلا بهذه الأوصاف الأربعة: