{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} الضمير يعود إلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وما أنزل من قبل، وهم المنافقون من أهل الكتاب.
قوله:{تَعَالَوْا} أي: أقبلوا.
قوله:{إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} يعني: القرآن، ولم يقل: إلى القرآن؛ إشارة إلى بيان منزلته وعلو مرتبته، وهو أنه منزل من عند الله؛ لأن ما نزل من عند الله تقوم به الحجة على كل أحد.
قوله:{وَإِلَى الرَّسُولِ}، ولم يقل: إلى قول الرسول؛ لأنهم يدعون إلى الحضور إلى حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويأتون إليه ليناقشهم ويبين لهم.
و"أل" في قوله: {وَإِلَى الرَّسُولِ} للعهد الذهني، وذلك لأن العهود ثلاثة:
ذهني، وذكري، وحضوري، فإن كانت "أل" تشير إلى شيء مذكور فالعهد ذكري، مثل قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} [المزمل: ١٥ - ١٦] والرسول هنا موسى عليه السلام؛ لأنه هو الذي أرسل إلى فرعون.