الأول يرد عليه أن الله سبحانه سمى الأجر والثواب كفلًا، في قوله تعالى:{يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ}[الحديد: ٢٨]، فيترجح القول الثاني: وهو أنه إنما غاير بينهما من أجل اختلاف اللفظ، حتى لا يرد لفظ واحد في سياق واحد بمعنى واحد.
وقوله:{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا}"كان" هذه ترد كثيرًا في القرآن العظيم، مثل:{وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}[النساء: ١٣٤]، {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[النساء: ٩٦]، وهي هنا لا يراد بها الزمان، وإنما الإتصاف بالمعنى؛ لأن الله لم يزل ولا يزال موصوفًا بالسمع والبصر، والمغفرة والرحمة .. وما أشبه ذلك.
وعلى هذا {كَانَ} هنا في هذا السياق وأمثاله مسلوبة الزمن؛ لأنه لو لم تكن مسلوبة الزمن لكانت دلالتها على أن الله متصف بهذه الصفات في زمن مضى وانقضى.
وقوله:{مُقِيتًا}، معناها: إما مقتدرًا وإما حفيظًا، فقال بعضهم: المقيت يعني: الحفيظ، وقال بعضهم: معنى المقيت: المقتدر، وكلاهما صحيح، وقد جاءت هذه الكلمة في اللغة العربية بالمعنيين ولا منافاة بينهما.