لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١١٦) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١١٧)} [المائدة: ١١٦ - ١١٧] فيوم القيامة سيشهد عيسى ابن مريم عليها السلام على قومه أنه لم يقل لهم إلا ما أمره الله به {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - أن الكتابي قد يؤمن إيمان اضطرار إما عند موته، أو إذا نزل عيسى، ولكن النصوص تدل على أن الإيمان الإضطراري لا ينفع، وأن الإيمان لا ينفع إذا حضر الأجل، لقوله تعالى:{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ}[النساء: ١٨] ولكن الإيمان الإضطراري في غير هذا الحال قد يرسخ في قلب المرء، فقد يؤمن أولًا خوفًا من السيف، ثم يرسخ الإيمان في قلبه ويثبت، ويكون إيمانًا حقيقيًا يثاب عليه وينجو به من النار.
٢ - إثبات الموت للبشر كلهم حتى الأنبياء، قال الله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[الأنبياء: ٣٥] وقال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤)} [الأنبياء: ٣٤].
٣ - أن الموت ثابت للرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن دونهم من باب أولى، وقد ذكرنا أدلة على ذلك.
٤ - إثبات القيامة، لقوله:{وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} وقد بينا فيما سبق لماذا سمي هذا اليوم بيوم القيامة؟
٥ - أن الرسل عليهم الصلاة والسلام يشهدون على أممهم؛