للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: أن الولد إنما يكون لمن يحتاج للبقاء؛ أي: بقاء النوع باستمرار النسل، والرب عزّ وجل ليس بحاجة إلى ذلك؛ لأنه الحي الذي لا يموت.

رابعًا: أن الإبن إنما يحتاج إليه والده ليساعده ويعينه على شئونه وأموره، والله سبحانه وتعالى غني، وقد أشار إلى ذلك في قوله: {سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ} [يونس: ٦٨] فعلى كل حال هو منزه عن أن يكون له ولد، وما قدر الله حق قدره من قال: إن له ولدًا.

قوله: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} هذا كالدليل على أنه منزه عن أن يكون له ولد، فإن ما في السموات وما في الأرض ملك له، والولد لا بد أن يكون كوالده في أنه له قسط من الملك؛ لأنه سوف يرث والده إذا مات مثلًا، والله سبحانه له ملك السموات والأرض.

وقوله: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} "مَا" هنا للعموم؛ أي: كل ما في السموات من ذوات وأحوال وأمور فهي لله عزّ وجل، وكذلك ما في الأرض.

وقوله: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} قال المعربون: إن الباء هنا زائدة، والتقدير: "وكفى الله وكيلًا" أي: حافظًا على كل شيء، فلا يحتاج إلى ابن يساعده، أو يعينه في حفظ الملك.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - النهي عن الغلو في الدين، لقوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} وإذا نهى الله أمة عن شيء وقصه علينا فهو عبرة لنا؛ يعني: أننا منهيون عنه، ويؤكد هذا قول

<<  <  ج: ص:  >  >>