للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم" (١) أي: لا تغلوا فيَّ.

٢ - أن الغلو في الدين كالنقص منه، فكما أن الإنسان منهي عن النقص في دينه فهو أيضًا منهي عن الغلو.

٣ - أنه لا يجوز لنا أن نغلو في ديننا، سواء ما يتعلق برسولنا - صلى الله عليه وسلم - أو بأعمالنا، وعلى هذا: فمن أحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من محبة الله فهو غالٍ فيه عليه الصلاة والسلام، ومن نزله منزلة الرب وأنه يتصرف في الكون فهو غالٍ فيه، ومن زعم أن غيره ممن هو دونه يتصرف في الكون فهو غالٍ فيه، فالغلو هو مجاوزة الحد في كل شيء.

٤ - تحريم القول على الله إلا بالحق، لقوله: {وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} وهو الشيء الثابت.

- ويتفرع من هذه الفائدة: تحريم تحريف آيات الصفات وأحاديثها؛ لأن الذي يحرفها لم يقل على الله الحق، بل قال عليه الباطل، فآيات الصفات مثل قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤] فلو قال قائل: ليس المراد باليدين اليد الحقيقية، بل المراد النعمة والقدرة وما أشبه ذلك، فنقول: هذا قال على الله غير الحق؛ لأنه قال ما لا يريده الله عزّ وجل.

٥ - بيان أن المسيح عليه الصلاة والسلام لا يستحق من أمر الربوبية شيئًا، وتؤخذ من قوله: {رَسُولُ اللَّهِ}.

٦ - جواز نسبة الإنسان إلى أمه إذا لم يكن له أب، لقوله:


(١) رواه البخاري، كتاب الأنبياء، باب واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت .. ، حديث رقم (٣٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>