للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{قَتَلُوهُ} فعل وفاعل ومفعول به، قوله: {يَقِينًا} قيل إنها مصدر في موضع الحال من الواو في قوله: {قَتَلُوهُ} أي: وما قتلوه متيقنين، ولكنهم في شك منه، فهنا يتناسب هذا مع قوله: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}، وقوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ} وعلى هذا فتكون {يَقِينًا} مصدرًا في موضع الحال، وعاملها قوله: {قَتَلُوهُ} وصاحبها الواو، يعني: وَمَا قَتَلُوهُ متيقنين، وقيل: إن {يَقِينًا} مؤكدة للنفي؛ أي: "مَا قَتَلُوهُ - أقول ذلك أو أنفي - يَقِيناً" ولا يصح أن تكون مؤكدة للمنفي، يعني: ومَا قَتَلُوهُ قتلًا يَقِينًا بل قتلًا ظنيًا، فهذا لا يصح.

إذًا: إما هي مصدر في موضع حال من فاعل قتلوا، وإما هي تأكيد للنفي، وعلى القاعدة التي مرت علينا في التفسير أنه إذا احتمل الكلام معنيين فأكثر لا منافاة بينهما ولا مرجح لأحدهما حمل على المعنيين جميعًا، وشروط حملها على المعنيين: ألا يكون بينهما تعارض، وألا يكون الحمل على وجه مستبعد، بمعنى ألا يترجح أحدهما على الآخر، فإن ترجح أحدهما على الآخر أخذ بالراجح، وعلى هذا فنقول: كلمة {يَقِينًا} لها معنيان:

المعنى الأول: مَا قَتَلُوهُ، متيقنين.

والمعنى الثاني: مَا قَتَلُوهُ، أنفي ذلك يَقِينًا.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن اليهود باءوا بإثم قتل المسيح أخذًا بإقرارهم؛ لأن الله جعل الإقرار شهادة فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النساء: ١٣٥] ولهذا نقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>