للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَمْ لَهُمْ}: أم هنا بمعنى بل، وهمزة الإستفهام، ففيها إضراب عما سبق، وقيل: إنها للإستفهام فقط، لكنه خلاف المشهور عند النحويين.

فقوله: {أَمْ لَهُمْ} أي: بل ألهم نصيب من الملك، حيث يريدون أن يحولوا بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين ما أعطاه الله من النبوة التي يكون بها ملك مشارق الأرض ومغاربها.

يعني: هؤلاء الذين قالوا هذا الكلام، وفضلوا طريق الكفار على طريق المؤمنين، فهل لهم نصيب من الملك بحيث يمنعون فضل الله سبحانه على نبيه، ويجعلون الفضل لهؤلاء الكفار؟ !

يقول الله عزّ وجل: {فَإِذًا} يعني: لو كان لهم نصيب من الملك {لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا} أي: لا يعطون الناس، و {النَّاسَ} مفعول أول ليؤتون، و {نَقِيرًا} مفعول ثان.

والنقير: هو النقرة التي على ظهر النواة، ويضرب بها المثل للقلة؛ أي: لو كان عند هؤلاء ملك ولهم نصيب من الملك، فإنهم لبخلهم لا يؤتون الناس نقيرًا؛ لأن اليهود من أشد الناس بخلًا، وأشدهم طمعًا وحرصًا على المال.

إذًا معنى الآية: هل لهؤلاء نصيب من الملك حتى يحاولوا أن يمنعوا فضل الله على رسوله، وأن يجعلوا هذا الفضل لهؤلاء الكفار؟ الجواب: لا، ولو قدر أن لهم نصيبًا من الملك فإنهم لن يعطوا أحدًا منه شيئًا، ولهذا قال: {فَإِذًا} لو أعطوا نصيبًا من الملك {لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}؛ أي: وما فوقه من باب أولى.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن هؤلاء اليهود الذين أرادوا أن يحولوا بين فضل الله

<<  <  ج: ص:  >  >>