فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح" (١).
ويجب أن يتقي في ضربها ما أمر باتقائه كالوجه مثلًا؛ فإنها لا تضرب فيه، وسيأتي إن شاء الله في بيان الفوائد.
قوله:{فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ} أي: قمن بما يجب عليهن من الطاعة، {فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} بمعنى: لا تطلبوا عليهن سبيلًا؛ أي: اتركوا الماضي، فإن قوله:{فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} ليس للمستقبل فقط، بل حتى الماضي اتركوه وتناسوه، ولا تأتوا له ببحث أو إثارة؛ لأن تذكير الماضي يؤدي إلى استمرار النشوز والمعصية، {فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} وكأن شيئًا لم يكن.
قوله:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} الجملة هنا استئنافية للتحذير من التعالي والكبرياء على النساء؛ لأن الرجل إذا شعر بأنه قائم على المرأة وذو سلطة عليها، إلى حد أن الشرع مكنه من ضربها في المرحلة الثالثة، ربما يتعالى عليها ويتكبر، فقال عزّ وجل:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} أي: فاعلموا أن علوكم على النساء يوجد فوقه ما هو أعلى منه، وهو علو الله عزّ وجل؛ وكبرياء الله عزّ وجل، فلا تتعالوا عليهن ولا تتكبروا عليهن؛ لأن فوقكم من هو أعلى وأكبر، وهو الله عزّ وجل.