للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فلولا نحن لأهلككم المؤمنون، لكن نحن منعناكم منهم، واستحوذنا عليهم، وصرنا درعًا لكم.

وقوله: {نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ} أي: نسيطر ونكون درعًا لكم، وقوله: {وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} يعني: نحن الذين حميناكم من المؤمنين، ولولا نحن لقاتلكم المؤمنون، فهم يدعون أنهم مع المؤمنين ويطلبون منهم الغنيمة، ويدعون أنهم حماة الكفار من أجل أن يكونوا أولياء لهم.

قال تعالى: {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فالفاء للتفريع، واسم الله الكريم مبتدأ، وقوله: {يَحْكُمُ} جملته خبر، {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} يعني: بين المؤمنين وبين هؤلاء المنافقين، والكفار أيضًا، وقوله: {يَوْمَ الْقِيَامَةِ}: متعلق بـ {يَحْكُمُ}، والمراد بيوم القيامة هو يوم البعث، وسمي بذلك لأمور:

أنه يوم يقوم فيه الأشهاد، وأنه يوم يقام فيه العدل.

قوله: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} سبحان الله! الخصم يخبر بنتيجة الحكم قبل أن يحاكمه، فنحن الآن مخاصمون للكفار؛ لأن الله تعالى يقول: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} بعد أن قال: {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} فأي حكم أبلغ من هذا؟ ! أن يقال للخصم: حاكم وليس لخصمك عليك سبيل؛ لأن الأمر واضح منتهٍ.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان شدة عداوة المنافقين للمؤمنين، لقوله: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ} أي: ينتظرون الساعة التي يكون فيها الضرر على

<<  <  ج: ص:  >  >>