يقول الله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ}"مَنْ" اسم شرط جازم، وقوله:{فَمِنْ مَا مَلَكَتْ} جواب الشرط، وقد اجتمع في هذه الجملة موجبان للجزم: أحدهما {مَنْ}، والثاني {لَمْ}، فهل الفعل مجزوم بـ {مَنْ} أو مجزوم بـ {لَمْ}؟
نقول: الفعل المجزوم بـ {لَمْ}؛ لأنها المباشرة، وعلى هذا فنقول: يستطع: فعل مضارع مجزوم بلم، وهو فعل الشرط.
وقوله:{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا} الطول: هو الغنى؛ أي: ومن لم يستطع منكم غنًى يكفي لمهر المحصنات.
وقوله:{أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ} أي: الحرائر: {الْمُؤْمِنَاتِ} ضد الكافرات.
وقوله:{فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي: فانكحوا مما ملكت أيمانكم، والخطاب هنا للجميع باعتبار المجموع لا باعتبار كل فرد، وإنما قلنا ذلك لأن المالك لا يصح أن ينكح مملوكته، فالسيد لا يمكن أن يتزوج مملوكته، وإنما يتسراها تسريًا؛ لأن الله جعل ملك اليمين معادلًا للزوجية، فقال:{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ}[المؤمنون: ٦] فدل هذا على أن ما ملكت اليمين غير الأزواج.