وقيل: إن الكبيرة ما فيه عقوبة خاصة؛ أي: ما ذكر له عقوبة خاصة؛ وذلك لأن المحرمات نوعان: نوع ليس فيها إلا النهي، ونوع آخر يذكر فيها عقوبة خاصة: إما دنيوية، وإما دينية، وإما أخروية، فالدنيوية كالحد، مثل الزنا والسرقة، والدينية كالبراءة منه، كقوله عليه الصلاة والسلام:"ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية"(١)، والأخروية هي العقوبة، كما في هذه الآية.
٥ - أن الجزاء من جنس العمل؛ لأنه قابل أكلهم بالنار التي يعذبون بها.
٦ - الوعيد الشديد على من أكل مال اليتيم بأنه سيصلى سعيرًا، وهذا أعظم من قوله:{إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}، فتكون الحرارة في أجوافهم، وفي ظاهر أجسامهم، لقوله:{وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}.
(١) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ليس منا من شق الجيوب، حديث رقم (١٢٣٢)؛ ومسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية، حديث رقم (١٠٣) عن ابن مسعود.