صدر الله هذه الآية بالنداء، وقد سبق أن تصدير الحكم بالنداء يدل على العناية به؛ لأن النداء يطلب به انتباه المنادى لما يلقى إليه، وفي النداء بوصف الإيمان إشارة إلى أن ما يذكر من مقتضيات الإيمان، يعني: أن ما يذكر وامتثاله من مقتضيات الإيمان.
وفيه أيضًا: أن عدم القيام به نقص في الإيمان؛ لأنك إذا قلت للمؤمن: يا مؤمن! أفعل كذا ولم يفعل فإنه لا بد أن ينقص إيمانه؛ لأنه وجه إليه الخطاب باسم الإيمان أو بوصف الإيمان، فإذا لم يمتثل هذا الخطاب نقص إيمانه.
وقد روي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال:"إذا سمعت الله يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فأرعها سمعك، فإما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه"(١) والذي في هذه الآية خير نؤمر به.
قوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} أي: آمنوا بالله، وبما يجب الإيمان به.
وأركان الإيمان -كما هو معروف - ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وقوله:{أَطِيعُوا اللَّهَ} الطاعة: موافقة الأمر، وذلك بفعل