وقوله:{إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} هذا دفع لقوله: {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}، و"إنما" أداة حصر، فالجملة فيها حصر الألوهية بالله عزّ وجل.
وقوله:{سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ}"سُبْحَانَ" بمعنى تنزيه، وهي اسم مصدر، وفعلها "سبح"، والمصدر منه "تسبيح"، واسم المصدر "سبحان"، وهي ملازمة للنصب على المفعولية المطلقة دائمًا، فكلما جاءت "سبحان" فهي منصوبة على أنها مفعول مطلق، وعاملها محذوف وجوبًا؛ ولا يجمع بينها وبين عاملها.
وقوله:{أَنْ يَكُونَ} أن هذه مصدرية، وقد حذف حرف الجر منها للعلم به؛ أي: تنزيهًا له عن أن يكون له ولد، وإنما هو منزه عن الولد جل وعلا لأمور متعددة:
أولًا: لأنه مالك كل شيء، والمالك لا بد أن يكون المملوك مباينًا له في كل الأحوال.
وثانيًا: أنه ليس له زوجة، والإبن إنما يكون غالبًا ممن له زوجة، كما ذكر الله ذلك في سورة الأنعام {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ}[الأنعام: ١٠١].