للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} المراد بهم اليهود والنصارى.

وقوله: {إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} مستثنى من محذوف، والتقدير "وإن من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن به" وعلى هذا فقوله: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} خبر لمبتدأ محذوف دل عليه السياق، وتقدير الخبر المحذوف أحد.

وقوله: {إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} نجد الفعل هنا مفتوحًا {إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ} فهو مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد.

وقوله: {بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} {بِهِ} أي: بعيسى عليه الصلاة والسلام، {قَبْلَ مَوْتِهِ} الضمير يعود على عيسى، وقيل يعود على الرجل من أهل الكتاب، يعني: أنه ما من أحد من أهل الكتاب إلا إذا حضره الموت آمن بعيسى، أو المعنى: ما من أحد من أهل الكتاب بعد نزول عيسى إلا آمن بعيسى، وكلا المعنيين صحيح، والثاني: أظهر، وهو أن الضمير يعود على عيسى عليه الصلاة والسلام؛ لأن عيسى سوف ينزل في آخر الزمان، وسوف يكسر الصليب ويقتل الخنزير، ولا يقبل من أحد إلا الإسلام، حتى الجزية لا يقبلها.

وقوله: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} ظرف، عامله: {يَكُونُ}، والمعنى: أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام يكون شهيدًا عليهم يوم القيامة.

ومعنى الآية الكريمة: أنه لا يوجد أحد من أهل الكتاب إلا آمن بعيسى قبل أن يموت عيسى، وعلى هذا التقدير يكون المعنى: ما من أحد من أهل الكتاب أدرك عيسى إلا آمن به قبل أن يموت، وعلى القول الثاني: أن الضمير يعود على الواحد من

<<  <  ج: ص:  >  >>