للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠ - بيان سفه بني إسرائيل، وأنهم مع عنادهم واستكبارهم أهل سفه، وذلك بعبادتهم العجل واتخاذهم إياه إلهًا، لقوله: {ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْل}.

١١ - أنهم اتخذوا ذلك عن علم، فليس لهم عذر، لقوله: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ} ومعلوم أن المذنب بعد العلم أشدُ من المذنب عن غير علم، بل إن المذنب عن غير علم لا أثر لذنبه مطلقًا - على القول الراجح -.

١٢ - أن ما جاءت به الرسل فهو حجة ظاهرة لا تخفى إلا على من أعمى الله قلبه، لقوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ}.

١٣ - بيان شمول عفو الله، حيث قال: {فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ}.

١٤ - عظمة الرب عزّ وجل، وذلك بعود الضمير إلى الله تعالى بصيغة الجمع، فإن قوله: {فَعَفَوْنَا} لا شك أنها للتعظيم، وليست للتعدد كما زعم النصرانيُ الخبيث، فإن النصراني يقول: الآلهة متعددة، وهذا موجود في القرآن: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى} [يس: ١٢] {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} [الحجر: ٩] وما أشبه ذلك، فيقال له: إن هذا للتعظيم، وأنت من الذين في قلوبهم زيغ تتبع المتشابه، وإلا فعندك آيات محكمات ظاهرات كقوله: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (١٦٣)} [البقرة: ١٦٣] ولكن هذا الذي في قلبه زيغ هو الذي يتبع المتشابه.

١٥ - أن الله تعالى أعطى موسى حججًا بينة لا تخفى على أحد، لقوله: {وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا} وهذا هو ظاهر الآية، وإن كان بعضهم قال: تسلطًا على بني إسرائيل، لكن الصواب ما

<<  <  ج: ص:  >  >>