وهذا مشهور عن شيخ الإِسلام رحمه الله أنه يقول: إن المؤمن يرى الله عزّ وجل في المنام بقدر عمله وإيمانه به، واتباعه لرسوله - صلى الله عليه وسلم -، لكن في نفسي من هذا شيء، ويمكن أن يقال: إن الله يري هذا الإنسان ملكًا أو ما أشبه ذلك على قدر اتباعه وتمسكه.
٥ - عناد بني إسرائيل وتعنتهم، حيث كانوا يسمعون كلام الله، ولكنهم قالوا لنبيهم:{لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}[البقرة: ٥٥].
٦ - أن الذنب كلما عظم كان أسرع للعقوبة، لقوله:{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ}، والفاء تدل على الترتيب والتعقيب، ولهذا أخذتهم الصاعقة في الحال فماتوا جميعًا.
٧ - بيان قدرة الله سبحانه حيث أهلكهم جميعًا، وهو سبحانه على كل شيء قدير، ففي يوم القيامة عند قيام الساعة ينفخ في الصور؛ فيصعق كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله بلحظة واحدة، وينفخ فيه فيقوم الناس من قبورهم بلحظة واحدة.
٨ - إثبات الأسباب، وأن لها أثرًا في حصول المسببات، لقوله:{بِظُلْمِهِمْ} فإن الباء للسببية، وهذه مسألة ذكر بعض العلماء أن عليها من كتاب الله ألف دليل على إثبات الأسباب، وتعليل الأحكام وبيان الحكم.
٩ - أن الله تعالى لا يظلم الناس شيئًا، لقوله:{بِظُلْمِهِمْ}، وليس أخذ الله إياهم مجرد مشيئة، ولكن لأنهم هم الذين ظلموا أنفسهم، كما قال تعالى:{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}[هود: ١٠١].