للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتحيلوا حتى يخرجوا، {وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} فيأتون الأمر على وجه صريح، فهم لا حيلة عندهم فيمكثون، ولا يستطيعون الخروج صراحة، فامتنع عليهم الخروج، والحيلة: فِعْلة من الحول، لكنها قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وإذا كانت من الحول فالحول من التحول؛ وكأن المحتال يتحول من حال إلى أخرى على وجه لا يشعر به الغير.

وقوله: {وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} أي: طريقًا ينفذون إليه بأنفسهم فيهاجرون.

قال الله تعالى: {فَأُولَئِكَ} الفاء: حرف عطف، و"أولاء" اسم إشارة يعود على المستضعفين.

قوله: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْا} جملة {عَسَى} وما بعدها في محل ظرف خبر قوله: {أُولَئِكَ}، و {عَسَى} فعل للترجي، وقيل: إنها تأتي للتوقع، والفرق بين الترجي والتوقع: أن الترجي رجاء ما لم يوجد سبب وقوعه لكنه ممكن، والتوقع ما يوجد سبب وقوعه، فيتوقع أن يكون.

وقوله: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ} هل هذا من الرجاء أو من التوقع؟ إذا نسبت {عَسَى} إلى الله فهي من التوقع، ولهذا قال بعض العلماء: إن {عَسَى} من الله واجبة، ولا يمكن أن تأتي للترجي؛ لأن الله تعالى لا يترجى شيئًا، بل هو قادر على كل شيء، والرجاء إنما يكون من شخص قد يتعسر عليه أن يفعل، أما الله عزّ وجل فلا، وعلى هذا فتكون للتوقع، يعني: هؤلاء يتوقع أن الله يعفو عنهم.

لكن قول بعض العلماء: {عَسَى} من الله واجبة إذا قلنا

<<  <  ج: ص:  >  >>