للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه ورحمته لحصل له ما يحصل لغيره، لقوله: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ}.

٤ - أن الإنسان إذا منع من الضلال بسبب أو بغير سبب فذلك من فضل الله عليه، ويتجلى ذلك أن الإنسان أحيانًا يرى رأيًا في مسألة من المسائل أنها حرام أو حلال ثم يقيض الله له من يناظره في هذه المسألة حتى يتبين له الحق ويأخذ به، فهذا من نعمة الله عليه، ومن فضل الله عليه، وأحيانًا ينقدح له الحق دون مناظرة إما بالتأمل والتدبر، وإما بأن ينظر إلى أشياء أخرى يقيسها عليها أو غير ذلك.

المهم: أن الإنسان متى تبين له الحق بأي سبب فإن ذلك من نعمة الله عليه، فليحمد الله على ذلك.

٥ - الحذر من أهل السوء، وألا يغتر الإنسان بظاهر الحال، لكن إذا لم يكن إلا ظاهر الحال فلا بد أن يحكم بذلك، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أقضي بنحو ما أسمع" (١) ولكن عليه أن يحترس، فإن الإنسان قد يغر غيره بحاله، لقوله: {لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}.

٦ - أن من أراد إضلال الخلق فإنه لا يضر إلا نفسه، لقوله: {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ} لأنهم عموا في الواقع عن الحق، ودعوا الناس إلى الباطل، فاكتسبوا إثمًا إلى آثامهم فأضلوا أنفسهم بذلك.

٧ - عصمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من إضرار هؤلاء، لقوله: {وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ}.


(١) تقدم ص ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>