يقرؤها عمر رضي الله عنهما، حتى تنازعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فالعامة إذا قرأت بخلاف ما في أيديهم لا شك أنهم سوف ينكرون عليك إنكارًا عظيمًا - وإن كنت على حق - ثم لو قدرنا أنهم لو وثقوا بك فسوف يهون القرآن في نفوسهم، والإنسان يجب عليه أن يجعل تعظيم القرآن في قلوب الناس أعلى من كل شيء يعظم سوى الله عزّ وجل.
وقوله:{وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}، {الْأَنْبِيَاءَ} جمع نبي، فإن كان نبيء بالهمزة فيقال: الأنبئاء، وإن كان بالياء قيل: الأنبياء، وكلتاهما قراءتان:"الأنبئاء""والأنبياء".
وقوله:{بِغَيْرِ حَقٍّ} هذا بيان للواقع، وليس قيد احتراز؛ لأنه لا يمكن أن يكون قتل النبي بحق، لكنه بيان للواقع، وأن قتل النبي ليس بحق، والقيد الذي لبيان الواقع يفيد العلية، يعني: كأنه قال: {وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ} لأن قتل الأنبياء {بِغَيْرِ حَقٍّ}، وسيأتي إن شاء الله بيان الحق في الفوائد.
قوله:{وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} نسأل الله العافية، إذا دعوا إلى الحق قالوا:{قُلُوبُنَا غُلْفٌ} والغلف: جمع أغلف، والأغلف: هو المغلف الذي عليه غلاف لا يصل إليه شيء، فهم يقولون هكذا {قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، وهذا كقول قريش:{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}[فصلت: ٥] فقريش أعظم؛ لأنهم قالوا:{قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} وبنو إسرائيل قالوا: {قُلُوبُنَا غُلْفٌ}، {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ} لا نسمع، {وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} لا نرى، فسدُّوا جميع الطرق - أعني: قريشًا - قالوا: القلوب لا تفقه، والآذان لا تسمع، والأعين لا