للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - أن المنفق لا ينفق من كيسه، لكنه منفق مما رزقه الله، فالفضل كل الفضل لله عزّ وجل.

٦ - أن من أنفق أخلف الله عليه، لقوله: {وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ}؛ أي: فالله تعالى سيعطيهم بقدر ما أنفقوا بل أكثر، ويشهد لهذا قوله تبارك وتعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: ٣٩] أي: يعطيكم خلفه، وفي الحديث: "أنفق ينفق عليك" (١).

٧ - بيان منَّة الله سبحانه على عباده بما أعطاهم، وأن العطاء عطاؤه.

- ويتفرع على هذه الفائدة: أن تعتمد على الله في حصول الرزق، ولكن إذا قلنا بهذا فلا يعني أن لا نفعل الأسباب التي نصل بها إلى الرزق، فلا بد أن نفعل الأسباب، لكن مع الإعتماد على الله عزّ وجل، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا" (٢) تغدو في أول النهار وهو الغداة خماصًا جائعة، وتروح في آخر النهار بطانًا شبعانة، ولم يقل: كما يرزق الطير تبقى في أوكارها ويأتيها رزقها، ولكن قال: تغدو وتروح.


(١) هذا اللفظ عند الطبراني في الأوسط (٨/ ٢٤٦) عن قيس بن سلع، وعند مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، حديث رقم (٢٨٦٥) بلفظ: "وأنفق فسننفق عليك".
(٢) رواه الترمذي، كتاب الزهد، باب في التوكل على الله، حديث رقم (٢٣٤٤)؛ وابن ماجه، كتاب الزهد، باب التوكل واليقين، حديث رقم (٤١٦٤)؛ وأحمد (١/ ٥٢)؛ والحاكم (٤/ ٣٥٤)؛ وابن حبان (٢/ ٥١٠) (٧٣٠) عن عمر بن الخطاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>