للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني ينقل الكلام، فهو كالمنخل تمامًا لا يمسك الماء، فهذا يجب أن تنصحه، وإذا أخبرت عن حاله فليس هذا نميمة بل هو نصيحة.

المهم: أن الظن ينقسم إلى قسمين: بعضه له قرائن قوية فهنا ينتفي عنه الإثم، وقسم آخر ليس له قرائن قوية فظنه إثم.

١٥ - انتفاء قتل عيسى عليه الصلاة والسلام، وأنه لم يقتل يقينًا، لقوله: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} واليقين هنا عائد إلى نفي القتل.

فإن قال قائل: ما الذي أحوج القضية إلى أن يكون فيها هذا التأكيد، {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} ألسنا نحن نؤمن بكلمة واحدة من ربنا عزّ وجل؟

الجواب: بلى، لكن الذي أوجب هذا أن اليهود لهم دعاية قوية فيما يذهبون إليه، فمن أجل هذه الدعاية القوية قوبلوا بهذه التأكيدات التي تدل على أنهم لم يقتلوا عيسى، وهذا من رحمة الله وحكمته، أما كونه من رحمته؛ فلئلا يعلق في قلوب المسلمين من هذه الدعاية، وأما كونه من حكمته الله، فلأجل أن يتبين الأمر كما هو، حتى لا يكون ملتبسًا.

١٦ - أن هؤلاء الذين يدعون قتله لم يتيقنوا من قتله، بل هم في شك منه، بناءً على أن {يَقِينًا} مصدر في موضع الحال من فاعل "قتلوا"، يعني: وما قتلوه متيقنين بل هم في شك من ذلك، والله أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>