٤ - أن الذي يعطي الثواب هو الله عزّ وجل لا غيره، فعند الله ثواب الدنيا والآخرة، ويتفرع على هذه الفائدة: ألا نعتمد فيما نرجوه من ثواب الدنيا والآخرة إلا على ربنا عزّ وجل؛ لأنه هو الذي بيده الأمور سبحانه وتعالى، حتى قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - لابن عمه عبد الله بن عباس:"واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك"(١).
٥ - إثبات الآخرة، ولم نقل: إثبات الدنيا؛ لأنه لا حاجة إلى ذلك، ولو قلنا: إثبات الدنيا لكان هذا من باب اللغو؛ كقول السماء فوقنا والأرض تحتنا.
وكأننا والماء من حولنا ... قوم جلوس حولهم الماء
فهذه الآية تدل على ما ذكرنا من إثبات الآخرة، وأنها آتية لا بد منها، وأنها هي الغاية لكل حي، ولهذا يجب علينا أن نشعر بأننا نحن في هذه الدنيا مسافرون كالمسافر تمامًا، بل أعجل من المسافر؛ لأن المسافر يسير ويمكث، ينزل لينام، يستريح، ويريح الإبل، لكن الحي في الدنيا لا يستريح، بل هو سائر ليلًا ونهارًا، قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا، وسائر في كل حال، فعلينا أن نشعر أنفسنا بهذا لئلا نتخذها وطنًا.
ومن نعمة الله سبحانه على العباد جميعًا: أنه لم يجعل نعيم هذه الدنيا كاملًا، بل ينغص، لئلا يتخذ الإنسان الدنيا مقرًا ووطنًا، بل يعرف أنها ليست دار مقر، فصفوها كدر، وراحتها عناء، وبهذا يعلم: أن الآخرة هي الأهم.
٦ - إثبات اسمين من أسماء الله هما "السميع" و"البصير"،