للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "مَن" هذه شرطية، وليست موصولة؛ لأن الفعل بعدها مجزوم، وفك الإدغام هنا جائز، ولو أدغم لقال فيه: ومن يشاقِّ الرسول.

وقوله: {الرَّسُولَ} "أل" هنا للعهد الذهني، والمراد به الرسول الذي أرسل إلى هذه الأمة، وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: {مِنْ بَعْدِ} متعلق بالمشاقة يعني: وجدت مشاقته {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} أي: تبين له الحق وظهر، والهدى: العلم الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ومن المعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث بالهدى ودين الحق، فالهدى هو: العلم، ودين الحق هو: العمل الصالح.

وقوله: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} معطوفة على قوله: {يُشَاقِقِ}، يعني: يجمع بين الأمرين: مشاقة الرسول، واتباع غير سبيل المؤمنين.

والمشاقة معناها: أن يكون في شق غير شق الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فهي مأخوذة من الشق، وليس من المشقة.

وقوله: {غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} يمكن أن نجعل {غَيْرَ} صفة لموصوف محذوف؛ أي: ويتبع سبيلًا غير سبيل المؤمنين، ويمكن أن نجعلها مفعولًا به بدون أن نقدر موصوف.

وسبيل المؤمنين: هي طريقهم، ومن المعلوم أن المؤمنين ليس لهم طريق إلى الله إلا بشرعه.

قوله: {نُوَلِّهِ} هذا جواب الشرط، وقوله: {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} يعني: نتخلى عنه، ونجعل أمره إلى ما تولاه؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر

<<  <  ج: ص:  >  >>