المشاقة والمخالفة، وعدم الإلتزام بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
٢ - العذر بالجهل، لقوله:{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى}، فلو أنكر الإنسان شيئًا مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، وصار يحاج عليه، لكنه جاهل فإنه معذور؛ لأن الآية صريحة:{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى}.
٣ - أن ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو هدى ونور، ويتبين بأن يتأمل الإنسان ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من العبادات والأخلاق والمعاملات وغير هذا، فإذا تأمله بعلم وعدل - يعني: كان منصفًا - تبين له الحق وعرف أن ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الحق.
٤ - أنه مع التردد لا تقوم الحجة، لقوله:{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ}، لكن على الإنسان أن يتبين ولا يقول: أنا ما اتضح لي الحق ولا أعرفه، يجب أن يبحث، وهذا يرد علينا، ففي بعض البلاد الإسلامية يكون فيها عوام مشركون شركًا صريحًا لا إشكال فيه، فيعبدون القبور، ويستغيثون بالأموات، وغير ذلك مما يأتونه من الشرك الأكبر، ويقال لهم: إن هذا شرك، لكن لا يبحثون، فهؤلاء لا يعذرون بجهلهم؛ لأنهم لم يطلبوا التبين، وهم مفرطون بلا شك.
٥ - الإحتجاج بالإجماع، لقوله:{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}، فإنه يستدل بذلك على أن سبيل المؤمنين حق، وهو كذلك يعني: أن الأمة إذا أجمعت على شيء فإنه حق، ولا يمكن لهذه الأمة التي اختارها الله عزّ وجل، وجعلها شهيدة على الناس كما قال:{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[البقرة: ١٤٣] وهي تشهد