مسدود عنه باب التوفيق، لقوله:{لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}.
٢ - إثبات الأفعال الإختيارية لله عزّ وجل؛ يعني: أنه يفعل ما يشاء بإرادته متى شاء، لقوله:{لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}، والمغفرة فعل اختياري، وهذا الذي عليه السلف الصالح أهل السنة، فهم يقولون بإثبات الأفعال الإختيارية لله عزّ وجل، وأنكر ذلك أهل التعطيل كالأشاعرة والمعتزلة، وقالوا لا يمكن أن يكون لله تعالى فعل اختياري يتجدد ويحدث، وعللوا ذلك بعلل واهية، فقالوا: إن الحدث لا يكون إلا بحادث، ولو أنا أثبتنا لله تعالى أفعالًا يحدثها متى شاء للزم من ذلك أن يكون الله حادثًا.
ولا شك أن هذا قياس باطل؛ لأنه مصادم للنص، فالآيات الكثيرة التي لا تحصر كلها تدل على أن الله يفعل ما يشاء متى شاء، كما قال تعالى:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}[القصص: ٦٨]، وقال:{إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}[هود: ١٠٧]، وقال:{وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[إبراهيم: ٢٧]، وقال:{إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}[المائدة: ١]، وغير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة على أن الله يفعل ما يشاء متى شاء، فهذا القياس باطل لمصادمته للنص، وأيضًا هو خطأ؛ وذلك أننا نحن - ونحن محدثون - تقوم بنا أفعال متجددة ليست بلازمة لنا منذ خلقنا، ولا يلزم من حدوث هذه الأفعال أن نكون لم نحدث إلا عند حدوثها، بل حدوثها سابق علينا، كذلك الرب عزّ وجل وجوده أزلي أبدي، ولا يمنع من ذلك أن يُحدث ما شاء من أفعاله وأحكامه وأقواله.
٣ - أن الكافر لا يوفق للهدى؛ لقوله:{وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا}.