فإن قال قائل: أليس يوجد أناس من الكفرة الماردين المارقين المضادين للدعوة الإلهية من هداهم الله؟
فالجواب: بلى، لكن لا مانع من أن نخصص العام، فيكون هذا العموم مخصوصًا بمن أراد الله تعالى هدايته، فمن أراد الله هدايته فإنه قد يهدى، ولو كان قد كفر وظلم، إذ من المعلوم أن من الصحابة رضي الله عنهم من كان كافرًا ظالمًا ومع ذلك أسلموا، وكانوا رؤساء في الإسلام، ولهم مقام صدق.
٤ - أن للنار طريقًا، وللجنة طريقًا، وطريق النار: يتلخص في مخالفة أمر الله ورسوله تركًا للمأمور وفعلًا للمحذور، فالمخالفة لأمر الله ورسوله هي طريق جهنم، والموافقة لأمر الله ورسوله هي طريق الجنة.
٥ - إثبات الخلود الأبدي؛ لقوله {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}، والخلود الأبدي يتضمن أبدية المكان الذي يكون فيه الخلود، وعلى هذا يكون في الآية دليل واضح على أبدية الخلود في النار.
وقد جاء ذكر الأبدية في هذه الآية، وفي آية أخرى في سورة الأحزاب، وفي آية ثالثة في سورة الجن، وكلها معلومة.
وبناءً على ذلك لا قول لأحد بعد قول الله ورسوله مهما كان من العلم، فما دام هناك آيات صريحة، فإننا لا نركن إلى قول أحد كائنًا من كان؛ لأن خبر الله صدق، صادر عن علم مراد به البيان التام، فلا يمكن أبدًا أن يتخلف مدلوله، حتى لو قيل: إن فلانًا يقول بكذا، وفلانًا يقول بكذا فنقول: لا قول لأحد بعد قول الله ورسوله.