للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَاعْبُدُوا} العبادة التذلل والتطامن، والخضوع والتواضع، وما أشبه ذلك، وكلها تدور على الذل، ومنه قولهم: طريق معبد أي: مذلل للسالكين مهيأ لهم، والمراد بعبادة الله سبحانه: القيام بأمره.

قوله: {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ} لا: ناهية، والشرك: أن يساوى غير الله بالله فيما هو من حقوقه فيجعل ندًا له.

وقوله: {شَيْئًا} نكرة في سياق النهي، فتعم أن لا تشركوا بالله نبيًا ولا رسولًا، ولا ملكًا ولا أي شيء، ثم النهي عن الشرك يشمل أي نوع من أنواع الشرك، وسيأتي إن شاء الله في استنباط الفوائد ما فيه الكفاية.

قوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}: عطف حق الوالدين على حق الله عزّ وجل؛ لأن حق الله أعظم الحقوق، وحق الرسول - صلى الله عليه وسلم - أعظم من حق الوالدين، لكنه داخل في حق الله؛ لأن العبادة لا تتم إلا بإخلاص ومتابعة، والمتابعة هي أداء حق الرسول عليه الصلاة والسلام.

وقوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ}: تثنية والد وهما الأم والأب، ويدخل في ذلك الجد والجدة، ولكن حق الأقرب أولى من الأبعد.

وقوله: {إِحْسَانًا} مصدر أحسن يحسن، وهل الجار والمجرور متعلق به، أو هو متعلق بفعل محذوف دل عليه المصدر؟

فعلى الأول يكون تقدير الكلام وإحسانًا بالوالدين، ويكون المصدر هنا بمعنى الفعل، وعلى الثاني يكون التقدير: وأحسنوا {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}؟ الأقرب أن يكون الجار والمجرور متعلقًا

<<  <  ج: ص:  >  >>