شهيدًا على هؤلاء، يود الذين كفروا، والمودة: هي التمني وهي أعلى المحبة؛ أي: يحبون محبة هي أعلى المحبة.
قوله:{الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: جحدوا ما يجب الإيمان والإقرار به.
قوله:{وَعَصَوُا الرَّسُولَ} أي: خالفوا أمره فلم يمتثلوا الأمر ولم يجتنبوا النهي؛ لأن المعصية هنا تشمل التفريط في الأوامر وكذلك فعل النواهي.
وقوله:{وَعَصَوُا الرَّسُولَ} الرسول هنا المراد به الجنس، وليس المراد به العهد؛ لأنه يشمل كل رسول.
قوله:{لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ}: فيها قراءتان {تُسَوَّى} و"تَسَوَّى"، فعلى قراءة الضم {تُسَوَّى} تكون الأرض نائب فاعل، وعلى قراءة الفتح تكون الأرض فاعلًا، ومعن {تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ} أي: يدفنون فيها ولا يظهرون فيها، فيكونون كأنهم جزء من الأرض ولا يحاسبون.
وقوله:{وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} الواو حرف عطف، وجملة {وَلَا يَكْتُمُونَ} معطوفة على قوله: {يَوَدُّ} وليست على قوله: {تُسَوَّى}، وذلك لأنها لو كانت عطفًا على {تُسَوَّى} لفسد المعنى، إذ يكون المعنى: يودون لو أنها تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثًا، فعلى هذا التقدير يكونون قد أقروا بما هم عليه، وكتموا الحديث لو جعلناها معطوفة على {تُسَوَّى}، والواقع أنهم لم يكتموا الله شيئًا، ولهذا يودون لو تسوى بهم الأرض والحال أنهم لا يكتمون الله حديثًا؛ أي: يقرون بالكفر والشرك.