للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} ومعنى إيمانهم به إقرارهم إياه، وعدم إنكاره.

قوله: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا}:

{وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا}، قال بعض المفسرين: إن اللام هنا بمعنى في؛ أي: يقولون في شأنهم: {هَؤُلَاءِ} أي: الذين كفروا، {أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا}.

وقيل: إن اللام هي اللام المعدية للفعل كقوله: قلت لفلان؛ أي: هي اللام المعدية للفعل، وأن قوله: {هَؤُلَاءِ} بمعنى: أنتم؛ أي: يقول هؤلاء للذين كفروا أنتم أهدى من الذين آمنوا سبيلًا، وعلى هذا تكون الإشارة في مقام ضمير المخاطب؛ لأنك إذا قلت: قلت لفلان كذا، صار فلان مخاطبًا، فلا بد أن يؤتى بضمير المخاطب، و {هَؤُلَاءِ} اسم إشارة ليس ضمير مخاطب لكن قالوا: إنها بمعنى أنتم، وهذا ما مشى عليه في تفسير الجلالين.

قوله: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} المراد بالذين كفروا أهل مكة؛ لأن طائفة من اليهود قابلوا أهل مكة، فقال لهم أهل مكة: هذا محمد فرق بيننا وبين أبنائنا، وبيننا وبين غلماننا، وبيننا وبين أزواجنا، وفرق بيننا وبين العرب، وسب آلهتنا، وسفه أحلامنا، أما نحن فإننا أهل البيت، نسقي الحجيج ونفعل كذا وكذا .. وذكروا أشياء، فأينا أهدى، أنحن أم محمد؟

فاليهود انتهزوا هذه الفرصة، وقالوا: أنتم أهدى من

<<  <  ج: ص:  >  >>