للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: {آتَيْنَاهُمْ} من باب كسا، ومفعولها الأول الهاء في قوله: {آتَيْنَاهُمْ} والثاني {أَجْرًا}.

وقوله: {وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ} أي: أعطيناهم.

قوله {مِنْ لَدُنَّا} أي: من عندنا.

قوله: {أَجْرًا عَظِيمًا} أي: ثوابًا، وسمى الله تعالى الثواب الذي جعله على الأعمال أجرًا، ليتبين للإنسان أن هذا الثواب لا بد من حصوله، كما أنه لا بد من حصول الأجر لمن استأجر بيتًا أو نحوه، فلا بد أن يحصل على الأجرة، والعظيم هنا بمعنى: الكثير، وبمعنى: الشديد، يعني: أنه أجر لا يمكن للإنسان أن يدرك كنهه؛ لأنه عظيم، ووصف الشيء بالعظيم من العظيم يدل على عظمته.

قوله: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٦٨) قوله: {صِرَاطًا} فيه قراءتان: بالسين والصاد، سراطًا وصراطًا، و"هَدَى" أيضًا تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، المفعول الأول الهاء في قوله: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ} والثاني: {صِرَاطًا}.

وقوله: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ}: الهداية هنا تشمل هداية العلم والإرشاد، وهداية التوفيق والرشاد، وقد سبق أنه إذا عدي العامل بـ {إِلَى} فهو هداية الدلالة والإرشاد، وإذا جرد من حرف الجر شمل هذا وهذا، ولهذا شواهد، فمن شواهد المعدى بـ {إِلَى} قوله تعالى عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: ٥٢].

ومن شواهد المجرد قوله تعالى في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} [الفاتحة: ٦] وهذه الآية أيضًا: {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٦٨)}.

<<  <  ج: ص:  >  >>