للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمرو, لكن قد تقترن اللام أحيانًا مع وجود النفي بـ "ما" في قوله:

ولو نعطي الخيار لما افترقنا ... ولكن لا خيار مع الليالي

فقال: لو نعطي الخيار لما افترقنا، والأفصح: ما افترقنا.

يقول الله عزّ وجل موبخًا هؤلاء: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} والهمزة هنا استفهام بمعنى التوبيخ.

وقوله: {يَتَدَبَّرُونَ} أي: يتأملون ويتفكرون، مأخوذ من كون الإنسان يأخذ الشيء إدبارًا وإقبالًا، يعني: يتدبر المعاني ويتفهمها، والقرآن على وزن فُعْلَان، قيل: إنه مصدر، وأنه مثل الشكران والغفران، وقيل: إنه بمعنى المفعول، وحتى ولو قلنا: إنه مصدر بناءً ف {هو بمعنى المفعول معنى؛ لأن القرآن بمعنى المقروء، والمقروء هل معناه المتلو أو المجموع؟ وهل هو من قرأ يقرأ، يعني: جمع يجمع، ومنه القرية لأنها تجمع الناس، أو من قرأ يقرأ بمعنى: تلى؟ الجواب: فيه لأهل اللغة قولان، والصحيح: أنه من هذا ومن هذا، فالقرآن متلو ومجموع حروفه بعضها إلى بعض.

والمراد بالقرآن: كلام الله عزّ وجل الذي أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم -، المتعبد بتلاوته، المعجز بأسلوبه ومعناه.

وقوله: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ} {وَلَوْ كَانَ} اسم كان ضمير يعود على القرآن، يعني: لو كان القرآن من عند أحد غير الله.

قوله: {لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} أي: لوجدوا فيه تناقضًا، إما في المعنى وإما في الأسلوب أو غير ذلك، وأيضًا سيكون اختلافًا كثيرًا وليس اختلافًا قليلًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>