للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعقدوا معهم الأحلاف، فهؤلاء ليس لهم حكم من سبقهم، ولهذا قال: {أَوْ جَاءُوكُمْ} إلى آخره.

وقوله: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} الميثاق هو: العهد المؤكد، مأخوذ من الوثاق الذي هو الرباط الذي يربط به الشيء.

وقوله: {أَوْ جَاءُوكُمْ} هذه معطوفة على {يَصِلُونَ}، يعني: أو الذين جاءوكم، يعني: لم يلتجئوا إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق، ولكنهم جاءوا إليكم.

وقوله: {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ} {حَصِرَتْ} بمعنى: ضاقت ولم تتسع للقتال، والجملة في قوله: {حَصِرَتْ} قيل: إنها في موضع نصب على الحال، على تقدير قد؛ أي: قد حصرت صدورهم {أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ}.

وقوله: {أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ} هؤلاء الآن جاءوا إلى المسلمين لئلا يقاتلوا المسلمين مع قومهم، ولكنهم لا يقاتلون قومهم مع المسلمين، ولهذا قال: {أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ} يعني: مع قومهم: {أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ} يعني: معكم، فهؤلاء قوم مسالمون.

قوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ} يعني: هؤلاء الذين جاءوكم. وقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ} {لَوْ} هذه شرطية، وفعل الشرط. قوله: {شَاءَ} وجوابه قوله: {لَسَلَّطَهُمْ} وقوله: {فَلَقَاتَلُوكُمْ} هذه معطوفة على جواب "لو" بإعادة اللام الرابطة؛ ولهذا لو حذفت وقيل: لسلطهم عليكم فقاتلوكم لاستقام الكلام، إذًا: فهي اللام الأولى أعيدت للتأكيد.

وقوله: {لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ} أي: لجعل لهم سلطانًا عليكم

<<  <  ج: ص:  >  >>