للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا إلا بتعمد الفعل بما يقتل غالبًا، يعني: أن يتعمد القتل بما يقتل به غالبًا؛ كالسيف، والرصاص، والحجر الكبير، والسم، والسحر، وما أشبه ذلك، وعلى هذا إذا لم يقصد الفعل فليس بعمد، وإذا قصده بما لا يقتل غالبًا فليس بعمد، لكن الأول يُسمى {خَطَأً}.

والثاني يسمى "شبه عمد"؛ لأنه تعمد الفعل لكن بآلة لا تقتل غالبًا، فسماه العلماء شبه عمد، وقد مر علينا أن الخطأ يكون في القصد، ويكون في الآلة.

وقوله: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} هذه الجملة جواب الشرط في قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ}، وقوله: {جَزَاؤُهُ} أي: عقوبته التي سيجازى بها هي {جَهَنَّمُ}، وهي اسم من أسماء النار، وسميت بذلك لبعد قعرها وظلمتها، أعاذنا الله وإياكم منها.

وقوله: {خَالِدًا فِيهَا} الخلود بمعنى: المكث، ولكن من نعمة الله أنه لم يصف ذلك بأنه أبدًا، بل قال: {خَالِدًا فِيهَا}.

قوله: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ} والغضب أبلغ من العقوبة؛ لأن الله إذا غضب فإنه لا يكلم من غضب عليه، ولا يرحمه كما يرحم غيره، وينتقم منه بما يقتضيه ذنبه؛ لقوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: ٥٥] أي: لما أغضبونا انتقمنا منهم.

وقوله: {وَلَعَنَهُ} أي: طرده وأبعده عن رحمته.

قوله: {وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} أعده يعني: هيأه؛ أي: هيأ له العذاب العظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>