للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأخرى، أما إذا اقترنت إحداهما مع الأخرى فلا بد أن نحمل كل واحدة على معنى، لئلا يلزم التكرار بلا فائدة، والأصل في العطف أنه يقتضي المغايرة، فما هي الخطيئة وما هو الإثم؟

قال بعض العلماء: الخطيئة: ما ارتكبه الإنسان عن غير قصد، والإثم ما ارتكبه عن قصد، وفي هذا نظر؛ وذلك لأن الخطيئة المرتكبة عن غير قصد قد رفع الله عنها الحرج والإثم، فلا تكون خطيئة، وأجيب عن ذلك: بأنه لا مانع أن يكسب خطيئة ويكون هناك مانع من العقوبة عليها، وإلا فالأصل أن من فعل الخطيئة عوقب عليها، لكن هناك مانع، وهو عفو الله عزّ وجل.

وقيل: الخطيئة: ما تعدى إلى الغير، والإثم ما كان خاصًا بالإنسان، وقيل بالعكس، وكل هذه أقوال قيلت دفعًا لوجود التكرار في الآية.

وقوله: {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} الفعل لا يمكن أن يدخله الكسر، فلماذا كان هذا الفعل مكسورًا؟ الجواب: لأنه مجزوم بحذف حرف العلة وهو الياء.

وقوله: {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} أي: بريئًا من هذا الإثم، وذلك كرمي هؤلاء الفئة لليهودي بأنه هو السارق.

وقوله: {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا} أي: كذبًا.

وقوله: {وَإِثْمًا مُبِينًا} أي: عقوبة بينة، فكلمة "مبين" بمعنى بينًا؛ لأن المبين يأتي بمعنى البين ويأتي بمعنى المبيِّن للشيء؛ إذ إن "أبان" يستعمل لازمًا كما يستعمل أبان متعديًا، فتقول مثلًا: أبان لي الحجة وهذا متعدٍ، ويقال: أبان الفجر أي: ظهر، وهذا لازم وعليه فكلمة "مبين" بمعنى بين.

<<  <  ج: ص:  >  >>