للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو: الإشفاق على الصغار، والضحك إليهم، وإدخال السرور عليهم، فإن الإنسان يجد في ذلك رقة ورحمة في قلبه، ولو بقي يدرس مجلدات لإيصال الرحمة إلى قلبه ما حصل له ذلك.

وتأمل معاملة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للصغار، فمرة ركبه الحسن وهو ساجد يصلي بالناس، وتأخر في القيام من السجود، وأخبر الناس بعد سلامه أن ابنه ارتحله، وأنه أحب أن يقضي نهمته، وارتحله يعني: جعله راحلة؛ لأنه حين رآه ساجدًا ظنه يتهيأ له فركب عليه، فأقره النبي عليه الصلاة والسلام (١)، مع أنه لو جاء أحد أئمة الناس اليوم ابنه وركبه لما اكتفى بإنزاله، بل قد ينفضه عن ظهره نفضًا - نسأل الله العافية - وهذا غلط.

كذلك أمامة بنت زينت كانت تبكي، فخرج بها - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد وجعل يحملها في الصلاة (٢).

ولما خرج الحسن والحسين وعليهما ثياب يعثران بها، نزل من المنبر وحملهما بين يديه (٣)، والأمثلة على هذا كثيرة، كأن


(١) رواه النسائي، كتاب التطبيق، باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من سجدة (١١٤١)؛ ورواه الإمام أحمد في المسند (١٥٦٠٣).
(٢) رواه النسائي، كتاب المساجد، باب إدخال الصبيان المساجد (٧١١)؛ ورواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب العمل في الصلاة (٩١٨)؛ ورواه الإمام أحمد في مسنده (٢٢٠١٣) عن أبي قتادة.
(٣) رواه الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما (٣٧٧٤)؛ ورواه النسائي، كتاب الجمعة، باب نزول الإمام عن المنبر قبل فراغه من الخطبة (١٤١٣)؛ ورواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب الإمام يقطع الخطبة للأمر يحدث (١١٠٩)؛ ورواه ابن ماجه، كتاب اللباس، باب لبس الأحمر للرجال (٣٦٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>