الماضية على أن قوله:{أَلَّا تَعْدِلُوا} العدل الممكن؛ لأن العدل غير الممكن لا يمكن أن يكلف به الإنسان.
قوله:{وَلَوْ حَرَصْتُمْ} لو هذه شرطية، وفعل الشرط قوله:{حَرَصْتُمْ} وجواب الشرط قيل: إنه محذوف يدل عليه ما قبله، والتقدير:"ولو حرصتم فلن تستطيعوا"، وقيل - وهو الصواب -: أن لو وإن وما شابهها من أدوات الشرط في مثل هذا السياق لا تحتاج إلى جواب، بل هي كالقيد لما سبق فقط، فلا تحتاج إلى جواب، وهذا القول هو الذي رجحه ابن القيم فيما أظن، وهو الصحيح، فإذا قلت: أكرم زيدًا إن أكرمك، فلا تقل: إنَّ جواب الشرط في أكرمك محذوف دل عليه ما قبله، بل قل: لا يحتاج إلى جواب، بل هذا قيد لما سبق فقط.
وقوله:{وَلَوْ حَرَصْتُمْ} أي: بذلتم الجهد للعدل فلن تستطيعوا، ولكن {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ} ولم يقل: فلا تميلوا الميل؛ أي: فلا تميلوا الميل كله، وأما بعض الميل فلا حرج؛ لأنه داخل في نفي الإستطاعة.
قوله:{فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} الضمير في "تذروها" يعود على التي مال عنها ولا شك؛ لأن التي مال إليها قد أقبل إليها وأكرمها، لكن التي مال عنها هي التي إذا أعرض عنها الإعراض الكلي صارت كالمعلقة بين السماء والأرض، وهذا إشارة إلى أنها لن تستقر، فإن المعلق بين السماء والأرض لا يستقر، لا هو في السماء فيستقر، ولا في الأرض فيستقر، وهذه التي ميل عنها كل الميل ستبقى معلقة، ليست أيمة ولا متزوجة، يعني: ليس هو الذي طلقها واستراحت ورزقها الله غيره، ولا هي بالمتزوجة التي