للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما يكون في اليوم الآخر؛ لأن الإيمان باليوم الآخر ليس أن تؤمن بأنه سيكون، بل أن تؤمن بكل ما يجري فيه مما جاء في الكتاب والسنة، بل قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله:

مما يدخل في الإيمان في اليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت، فجعل من الإيمان باليوم الآخر الإيمان بعذاب القبر، وقوله حق؛ لأن من مات انتهى من الدنيا، ودخل في اليوم الآخر.

١٣ - أن الضلال يتفاوت، بعضه أشد من بعض، لقوله: {فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}.

إذًا: هناك ضلال ليس ببعيد، وهو كذلك، فالضلال يتفاوت، والإيمان يتفاوت، والأعمال تتفاوت: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} [الأنعام: ١٣٢]، فمثلًا: جنس الواجب أفضل من جنس المستحب، ففريضة الصلاة أفضل من نافلتها، وقراءة الفاتحة أفضل من قراءة السورة التي بعدها؛ لأن قراءة الفاتحة ركن وما بعدها غير ركن، وصيام رمضان أفضل من تطوع بصوم في أي زمن، وهلم جرا.

وجنس الفريضة أفضل من جنس النافلة، ودليل هذا قوله تعالى في الحديث القدسي: "ما تقرب عبدي إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه" (١)، ثم أجناس الأعمال تختلف، فبعضها من أركان الإِسلام، وبعضها ركن مؤكد، وبعضها دون ذلك، وبعضها ليس من أركان الإِسلام.

إذًا: أعمال أهل الخير وأعمال أهل الشر كلها تتفاوت.


(١) تقدم (١/ ٣٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>