للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يربط بعضه ببعض، ويجعل له حلقوم يدخل على ماسورة تتصل بالجمر، وفي طرف هذا الجلد - وهو جلد لين - خشبتان تنفتحان وتنضمان، إذا فتحهما امتلأ الجلد هواءً ثم إذا ضمهما ودفعهما حينئذ يخرج هواء من الماسورة على الفحم فتشتعل النار، هذا هو الكير، وكانوا يستعملونه فيما سبق، وقد أدركناهم، وحال الكير إما أن يحرق ثيابك إذا طار الشرر على ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة.

فيؤخذ من الآية الكريمة معنى هذا الحديث، فاحذر جلساء السوء، وعليك بجلساء الصلاح، فإنك لن تعدم خيرًا من جلساء الصلاح، ولن تعدم شرًا من جلساء السوء.

١٠ - أن النار لصنفين من العالَم، المنافقين، والكافرين، أما الصنف الثالث وهم المؤمنون فلهم الجنة، وهؤلاء الأصناف الثلاثة هم المذكورون في أول سورة البقرة.

١١ - إثبات وجود النار، وأنها واسعة، ووجه ذلك قوله: {جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ} ووجه أنها واسعة: أن تسعمائة وتسعة وتسعين من بني آدم في النار، والجن قال تعالى فيهم: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: ١١٩]، والظاهر أن الجن أكثر من بني آدم في النار دخولًا، ولهذا قدموا في الآية الكريمة.

١٢ - أن فيها التفاتًا. فبعد أن قال: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ} وعبر هنا بالضمير، ثم تلاه قوله: {إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ} فعبر بالإسم الظاهر، والإظهار في موضع الإضمار له فوائد، منها:


= السوء، حديث رقم (٢٦٢٨) عن أبي موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>