للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال تعالى: {وَهُوَ خَادِعُهُمْ} يعني: أن الله يقابل خداعهم بخداع من عنده، ومخادعته إياهم أنه يملي لهم حتى يستمروا على هذا ويستمرئوه، فيبقون كفارًا مع شياطينهم، ومسلمين مع المؤمنين، ويعصمون بهذا النفاق دماءهم وأموالهم، وهذا هو خداع الله تعالى لهم، أنه يملي لهم ليستمروا في نفاقهم، ثم بالتالي يختم لهم بسوء الخاتمة.

قوله: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى}، أي صلاة كانت يقومون إليها كسالى، والكسلان: هو الذي يكون عنده فتور، وعدم نشاط على فعل الفعل، فهم إذا قاموا إلى الصلاة: {قَامُوا كُسَالَى} تجدهم يتثاقلون الوضوء، ويتثاقلون الذهاب إلى المسجد، ويتثاقلون الصلاة نفسها، وذلك لعدم رغبتهم في الصلاة، ووجه هذا: أن من كان راغبًا في الشيء فلا بد أن يقوم إليه نشيطًا.

قوله: {يُرَاءُونَ النَّاسَ} يعني: مع كونهم يقومون كسالى لا يخلصون في قيامهم، وإنما {يُرَاءُونَ النَّاسَ} أي: يظهرون أنفسهم بهذا المظهر ليراهم الناس فيقولوا: إنهم مسلمون.

قوله: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ} أي: لا يذكرون الله في صلاتهم، فحتى ولو صلوا {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} والمراد: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ} لا يذكرونه بألسنتهم، وجوارحهم، وقلوبهم {إِلَّا قَلِيلًا}، فلا يذكرون الله بألسنتهم لأنهم لا يأتون بالواجب من تكبير وتسبيح وتحيات وغيرها، وكذلك لا يذكرون الله بأفعالهم، فلا يطمئنون في الصلاة، وإنما ينقرونها كنقر الغراب لأنها ثقيلة عليهم، وهم لا يأتونها من رغبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>