للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تخن من خانك" (١) لأن هذا ذم، فلا يوصف الله به.

فإن قال قائل: هل يوصف الله بالخداع مطلقًا فيقال: إن الله مخادع؟

فالجواب: لا يوصف به إلا في مقابلة خداع أعدائه، وكذلك المكر، والكيد، والإستهزاء ونحوها من الصفات التي تكون مدحًا في حال دون حال، فإنه لا يجوز أن يوصف الله بها على سبيل الإطلاق.

وعلى هذا نقول: المعاني والأوصاف إما أن تكون كمالًا محضًا: فهذا يوصف الله به، وإما أن تكون ذمًا ونقصًا محضًا: فهذا لا يوصف الله به مطلقًا، وإما أن تكون مدحًا في حال وذمًا في حال: فهذا يوصف الله به حين يكون مدحًا، ولا يوصف به حين يكون ذمًا.

وعلى هذا: لو أن أحدًا وصف الله بالعجز لقلنا: إن هذا حرام بكل حال؛ لأن العجز صفة ذم، وكذلك لو وصفه بالخيانة قلنا: هذا حرام بكل حال؛ لأن الخيانة ذم بكل حال، والكلام كمال فيوصف الله بأنه متكلم، ومريد كذلك: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: ١٠٧] لأن كل هذه صفات كمال.

٣ - أن المنافقين يصلون، لكن لا تقبل منهم صلاتهم؛ لأن الله تعالى قال: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ


(١) رواه أبو داود، كتاب الإجارة، باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده، حديث رقم (٣٥٣٥)؛ والترمذي، كتاب البيوع، باب (٣٨)، حديث رقم (١٢٦٤)، الحاكم (٢/ ٥٣)، من حديث أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>