للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإحسان, ففسروها بأمر بائن منفصل عن الله، أو هي إرادة الإحسان؛ لأن الإرادة عندهم ثابتة لله عزّ وجل، فيقال لهم: هل الإحسان إلا ثمرة المحبة، وهل إرادة الإحسان إلا ثمرة المحبة؛ لأن الله لا يحسن إلى من لا يحب إلا على سبيل الإستدراج، ولهذا إذا رأيت الله ينعم على العبد مع إقامته على معاصيه فاعلم أن ذلك استدراج: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٢)} [الأعراف: ١٨٢].

إذًا: عقيدتنا أن الله عزّ وجل يُحِب، وأنه يُحَب جل وعلا، وأن محبته أعلى المراتب وأفضل المنازل.

٢ - حسن الإِسلام، وأنه يدعو إلى التراضي وعدم الجهر بالسوء، وأن لا نفضح أحدًا بسوئه، ولهذا كانت الغيبة من كبائر الذنوب، وهي ذكرك أخاك بما يكره.

٣ - عدالة الإِسلام، ووجه ذلك: أنه رخص للمظلوم أن يجهر بالقول، لكن بحسب مظلمته ولا يزيد، فإن زاد فكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "على البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم" (١).

٤ - أن الدين الإِسلامي لا يكبت النفوس، بل يوسع لها ويشرح الصدور، ويدخل السرور، ولهذا نهي الإنسان أن يتعرض لما فيه الغم والهم، والوساوس والأوهام، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في الذي يشكُ هل خرج منه ريح أو لا: "لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا" (٢) والمعنى حتى يتيقن


(١) تقدم ص ٣٨١.
(٢) رواه البخاري، كتاب الوضوء، باب لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن، =

<<  <  ج: ص:  >  >>