ثم قال صلى الله عليه وسلم:(ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه).
قيل: بطأ به في المرور على الصراط؛ لأن الإنسان يبذل قوة وطاقة في المرور على الصراط بحسب إيمانه وبحسب عمله الصالح، وبحسب ما حصل من أسباب الخير في الدنيا.
فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل، ومنهم من يمر كشد الرجل أي: إسراع الرجل في المشي، ومنهم من يحبو على بطنه فيقول: يا رب لم أبطأتني؟ فيقول: إني لم أبطئ بك، ولكن أبطأ بك عملك.
فمن كان بطيئاً في أعمال الخير بطيئاً في تحصيل الطاعات والحسنات، فهو كذلك يسير ببطء على الصراط حتى تتخطفه الكلاليب التي هي على الصراط فيقول: رب لم أبطأتني فيقول: إني لم أبطئ بك ولكن أبطأ بك عملك في المرور على الصراط.
وقيل: من أبطأ به عمله في الوصول إلى الدرجات: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}[الأنعام:١٣٢] فلم يسرع به نسبه لأن كل نسب مقطوع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا ينتفع بهذا النسب الشريف إلا من كان من أهل الإيمان والتقوى.