[حرص عباد الرحمن على أهلهم وولدهم أن يكونوا على الطاعة]
((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))؛ أي: أن من صفات عباد الرحمن أنهم يحبون أن تكون عبادتهم متصلة بعبادة أبنائهم، ويحبون أن يروا أقرب الناس إليهم في طاعة الله عز وجل؛ لأن المرء يحب الخير لأقرب الناس إليه، فيقول الحسن البصري: هو أن يري الله العبد المؤمن الطاعة في زوجته وفي ولده وفي حميمه، والله ما من شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجة صالحة، أو ولداً صالحاً، أو حميماً أو صديقاً صالحاً، فهذا أقر شيء لعين المؤمن، أن يرى طاعة الله عزوجل في زوجته وفي أولاده.
((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))؛ أي: أئمة يقتدى بنا في الخير، حتى يتضاعف الثواب ويعظم الأجر.
((أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ)) فهذا خبر لقوله: ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ)) الذين وصفوا بهذه الأوصاف السالفة: ((أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ))؛ أي: الدرجة العالية في الجنة بما صبروا.
((وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا)) * ((خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)) * ((قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ)) يعني: لولا عبادتكم ((فَقَدْ كَذَّبْتُمْ)) يعني: مشركي مكة، ((فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا)) أي: ما وعد الله عز وجل به من نصر الإسلام وأهله، وقد صدق الله وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.
نسأل الله تعالى أن يشرفنا بأن يجعلنا في جملة عباد الرحمن.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.