للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ضعف القلب ووهنه]

من عقوبات الذنوب والمعاصي كذلك عباد الله: أنها تضعف القلب وتوهنه، فإذا نزل بالعبد بلاء لا ينجذب قلبه للتوكل على الله، ولا يدعو الله عز وجل لكشف البلاء، فهو يقع في الذنوب وفي المصائب وفي المعايب، ولا يعرف طريق الخلاص، ولا يوفق للتوبة، ولا ينجذب للتوكل على الله عز وجل، ولا يوفق للدعاء.

وأعظم من ذلك كله ما يحدث له عند الموت، حيث يخونه قلبه، ويخونه لسانه، فلا يوفق لكلمة (لا إله إلا الله) التي من قالها وختم له بها دخل الجنة، فمنهم من يقول: هو في سقر والعياذ بالله، ومنهم من يقول: لا أستطيع أن أقولها، فلسانه أثقل من جبل أحد، لا يتحرك بكلمة التوحيد عند الموت، ويخونه قلبه ويخونه لسانه أحوج ما يكون إلى ذلك.

قال الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:٢٧]، بماذا يثبت العاصي؟ بماذا يثبت الفاجر، والمعرض عن شرع الله، والذي يحارب دين الله، والذي يوالي أعداء الله عز وجل؟ لا يكون الثبات عند الموت إلا لأهل الإيمان والعمل الصالح.