إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد: فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال: (يا غلام! إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
قال بعض العلماء: تدبرت هذا الحديث فأدهشني حتى كدت أطيش، فوا أسفاً من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم ينصح الأمة من خلال حبر الأمة عبد الله بن عباس يقول:(إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك)، والجزاء من جنس العمل، قال تعالى:{إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ}[محمد:٧]، {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}[البقرة:١٥٢]، (الراحمون يرحمهم الرحمن)، (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، (إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا).