قال:{لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}[المائدة:٢٨] في هذا أدب حسن، والقصص القرآني يقصد به التربية، ويقصد به الارتفاع بالأحوال الإيمانية في الأمة، وغرس المعاني الإيمانية الشريفة، لا يقصد بذلك إشاعة الفواحش كما يقصد بذلك أصحاب مجلة الحوادث أو الفواحش، أو الذين يشيعون الفواحش على صفحات الجرائد؛ فإنهم يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؛ من أجل أن يتجرأ الناس على معصية الله عز وجل، ويستهينون بمعصية الله عز وجل، ولكن القصص القرآني قصص حق وقع في تاريخ البشرية.
قال تعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ}[المائدة:٢٧] أي: أن هذا حق، ليس هو كما في القصص الدنيوي من نسج الأفكار، ومن خيال الكتاب، ولكنه قصص واقعي في تاريخ البشرية، يغرس الله عز وجل به المعاني الإيمانية، فكأنه يقصد كيف يفعل المؤمن إذا قصد بالقتل ما يكون جوابه، وكيف ينصح أولاً من يريد أن يعتدي عليه، وكيف يقول له:{لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}[المائدة:٢٨]، فالمؤمن في قلبه من الخوف ما يدفعه عن معصية الله عز وجل، وما يدفع به إلى طاعة الله عز وجل.