قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نعم العدلان ونعمت العلاوة.
إشارة إلى قول الله عز وجل:{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة:١٥٥ - ١٥٧]، فالعدلان ما يوضع على جانبي سنام البعير: الصلوات والرحمة {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة:١٥٧].
لما أرادوا قطع رجل عروة بن الزبير قالوا له: لو سقيناك شيئاً كي لا تشعر قال: إنما ابتلاني ليرى صبري، أفأعارض أمره، ثم وضعوا المنشار في ساقه فوقعت ساقه دون أن يأخذ شيئاً يذهب عقله حتى لا يعرف ربه في هذا الوقت، وحتى لا يشعر بألم هذه الجراحة، فانظروا إلى صبر السلف رضي الله عنهم.
قال سفيان رحمه الله: لما أخذوا برأس الأمر جعلناهم رءوساً؛ إشارة إلى قول الله عز وجل:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}[السجدة:٢٤].
فلابد أن يبتلي الله عز وجل العبد، قال تعالى:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت:٢ - ٣].
فالله عز وجل يبتلي العباد ويمتحنهم، فإذا أيقنوا أيقنوا بعالمية الله عز وجل وبرحمة الله عز وجل، وإذا صبروا على عذاب الله عز وجل يجعلهم الله عز وجل أئمة يهدون بأمر الله عز وجل.